
نسيانٌ جماعيّ: طلب إذن للنسيان
تستكشف مقالة المحررة المحورين الأساسيين لهذا العدد: الذاكرة والنسيان. في ظل استحالة اكتمال المحو وعجز عن تحقيق الغفران، يبقى السؤال: ما الذي يمكن أن يقدمه النسيان الجماعي؟
تستكشف مقالة المحررة المحورين الأساسيين لهذا العدد: الذاكرة والنسيان. في ظل استحالة اكتمال المحو وعجز عن تحقيق الغفران، يبقى السؤال: ما الذي يمكن أن يقدمه النسيان الجماعي؟
تخيّل/ي، عزيزي/عزيزتي القارئ/ة، أنك تستيقظ/ين كل صباح دون أي ذاكرة عن الأشخاص من حولك. تتشابك التأملات الأدبية لأمير نصّار بين ذاكرة "فونيس" الكاملة من قصة بورخيس وبين النسيان المطلق الناتج عن الغوص في نهر "ليثي" في العالم السفلي. فهل تُعدّ حياة لا يُنسى فيها أي شيء حياة جديرة بأن تُعاش؟
هل سمع أحد عن نسيان جماعي؟ في حين نجد مفردة الذاكرة الجماعية تفرد عضلاتها على كل طاولة وخلف كل غلاف وقضية، وتُمسك لنا العصا في وجه محاولات نسياننا الفردية.
يرى محمود درويش أن الذاكرة ليست مجرد أداة مقاومة لمحو الوجود، بل تحمل أيضًا جانبًا من الموت الرمزي للهوية والتاريخ، حيث تفرض حالة من الجمود والانغماس في ألم الماضي، مما يُبقي الإنسان عالقًا في دائرة من الحزن والتفكير في خسائر الزمن. ومع ذلك، يقدم رائد أبو سعادة قراءة مختلفة لكتاب "ذاكرة للنسيان"، إذ يراه وسيلة أدبية للتشبث بالحياة وبناء الأمل. ومن هذا المنطلق، يتساءل أبو سعادة، كغزيّ، عن دور الذاكرة في النضال الفلسطيني المستمر وفي تشكيل الهوية الجماعية الإسرائيلية، متتبعًا علاقتها بالهولوكوست، وبيروت المحاصرة عام 1982، وغزة اليوم.
بالنسبة للفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية ولمن يُطلق عليهم "اللاجئون الفلسطينيون"، لم تنتهِ نكبة 48 (الكارثة). تصوغُ هذه الذاكرة الهوية الفلسطينية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هو غياب السرد الذي استمر لعقود؟
تتناول نور سعيد بالتحليل العوامل التي تعيق المجتمع الفلسطيني ككلّ عن الاستثمار في الفنون، مع التأكيد على أهمية السرد وتوثيق التجربة الوطنية مقابل النسيان.
حاورت رلى جريس الفنانة الفلسطينية لميس خوري حول مفاهيم الانتماء والهوية، وعن الذاكرة والحدس، وحول كيفية ظهور الشكل والصوت والحركة في أعمالها الفنية.
أحدّثكِ يا سلمى عن أشياء كثيرة تبدأ بسؤال السرقة وتنتهي بسؤال السرّ مع الله.
من ذكريات المكان، إلى الذاكرة التفصيليّة البصريّة للفنّان الواعي بقضايا مجتمعه وصراعاته مع الواقع اليوميّ، يُبدع التشكيلي الفلسطينيّ فؤاد إغباريّة، ويوثّق في فنّه خرائط المكان الفلسطينيّ وحدوده في تجربته الفنيّة، ومعه كان هذا الحوار.
بين الذاكرة والذكرى، والاسم وغياب الاسم، أسئلةٌ كثيرة تقوم على الحواسّ والاعتباطيّة، لكنّها جوهريّة تدورُ حول علاقتنا بالحبّ والكراهية، الحميميّة والهجران، الجوع، الخوف، والذاكرة.
تكتب جاليا بار أور حول عمل بيني هس يسعور بعنوان "الفضاء ومزدوجه – مراقبات"، وهو معرضها في متحف هرتسليا. وهي تكتب حول الخرائط العقلية، الفجوة ما بين الواقع وتمثيله، الذاكرة الادائية والشكل الذي يندمج فيه الفضاء والزمن في أعمال هس-يسعور مثلما تندمج شبكات او خيوط عنكبوتية.