تعثرت بعناوين تخلو منها روحك سلمى؛
كقابض الرمل والكتابة من أجل الحقيقة والزهايمر وزيتون الشوارع، وشعرت بتأنيب الضمير، فعدت لأوراق محارب الضوء.
أقسم لك يا سلمى أنني قرأت المقدمة ما يربو على العشر مرات. رجع الطفل الى ذات الشاطئ كلّ يوم. كلّما أعدت القراءة.
وترنحت بين المظاهرات والهدوء والصور الذاتية والسذاجة بعض الشيء. وبحثت في وجوه
الأشخاص عن الخائنة، فيما أغضبني هذا النعت كثيرًا. لأنني أُردّده بقلبي خائن لا خائنة.
بعد نصف عام؛
في شوارع العالم الكبيرة تحت الأرض حيث لا يوجد هناك تغطية، أجد نفسي أمام أسئلة لا
تمت للحقيقة بصلة.
ما علاقة اللون الأخضر بالرمادي؟
كيف أرى أحبّ ألواني إليّ الرماديّ، وهو أكرههم عليّ؟
أردت الهروب، واذ بصراخ طفلة دون اسم يستوقفني، رفعت رأسي للسماء وقلت: هل يعقل
أن أبًا لن يجد اسمًا ينتقيه لابنته؟
سلمى، في ذاكرة الهاتف احتفظ بكتاب وحيد، أسمه "جوع"، صدر مؤخرًا للكاتبة روكسان
چاي، أقرأه كلّما جعت حقًا.
يكاد الجوع يختلف تمامًا عن مسمياته العادية، فأننا نجوع إذا قام أحدهم بهجرنا، ونجوع حين نخاف، وحين نتعثر بذكرى معينة.
أمتنع عن التفكير في هذه الأمور المعقدة، وأندهش من فصل الربيع كأنني ألمحه لأوّل مرة، وأكاد التصديق بأننا لا نحتاج إلا للزهور.