صور ذاكرة 7#
تقدّم هديل أبو جوهر هنا، رؤية مختزلة، مكثّفة شعريًا، لحالة سورياليّة واقعيّة عميقة الصّلة بعلاقة المستعمر مع مفهوم الابتذال مقابل الخجل. سلمى، البيت، الذاكرة، الوجود، أمام القارىء، المشاهد، العاديّ، الخجول، يواجهه المستعمر، عديم الخجل إلى حدّ الابتذال. السورياليّ هنا هو عنوان المشهد، والواقع تطغى عليه أسئلة ومساءلات لا تقلّ سورياليّة.
أما من قال لكَ يا صديقي بأنَّها صدفة فهو كاذب، لا محض صدفة ولا أنشودة سمعتها حين كنت صغيرًا. كان ذلك أشبه بجرعات من العاطفة مقابل الروتين الذي يقتلك كلّ يوم. تراني أكتب لكَ الآن وقلبي يحلم ببيت من سلمى.
هل تتحول سلمى الى بيتٍ، بيعَت من أجله أساورُ من ذهب وفضة؟
يموت الناس يا سلمى، يموتون أحيانًا دون أن يجدوا اسمًا يعلق بالذاكرة كأسماء أمهاتهم.
فليكن!
ذاته الفراغ يا سلمى؛
بربّ السماء! لا أرى في الوجود إلّا ألمًا خفيًّا يكاد ينفذ من كلّ ركن، أردت الاتّكاء عليه فَهَوى عليّ!
يعبث البعض منا من قراءة هذا الادب الكئيب يا سلمى، ويخجل المرء من الذهاب بمفرده إلى قاعة السينما، بينما لا يخجل المستعمر من عرض كلّ ما هو مبتذل.