صور ذاكرة 6#

ثمة مسيحٌ رقميٌّ سيُبعث ويَعبث طيلة حياتنا بنا.

 أجلسُ الآن في الطابق العاشر حيث اختفى صوت الحديدة التي تنخر في رأسي. أعيد التفكير في السفر الطويل وأقول: آه يا ميلينا.. جميلةٌ حيفا كغيرها من
الفتيات، وجذابة ومستفزة، وأحيانا نجدها قادرة على ان تشعل فينا جميع حواسنا.
وسلمى تعبث داخلي، فتقول لي إن الذاكرة الجماعيّة تقودني إلى ذاكرة من نوع آخر. أشعر يا سلمى أنني لا أطيق التذكر أحيانًا. تشرين أول يعقبه ثانٍ يقلب الدنيا الصغيرة رأسًا على عقب. فالأماكن التي نعيش فيها مثل أمّ حاضنة. والأم الحاضنة معنًى فيه من الزوال الكثير، فالأم الحاضنة هي فترة ولو طالت ثمانية عشر عامًا. ولكنها احتضنت.. فشوارعها وذكرياتها قاطنة داخل كلّ من عاش فيها، في أعماق البحر الذي نحبّه ونخاف منه على حد سواء.

في مرآة المصعد أحدّق كلّ يوم ولا أكثرت لشيء إلا لخصلتين من الشيب في حاجبي الأيمن.
سلمى،
لن تأكلكِ التجاعيد في الثانية والسبعين.
ثمة مسيحٌ رقميٌّ سيُبعث ويَعبث طيلة حياتنا بنا.
فلا تكترثي لجسدٍ..
ولا للعبة الملابس داخل الحوانيت