صور ذاكرة 3#

لن تحدثني سلمى يوماً عن علاقتها بالماء، لا اذكر انني سألتها إن كانت تحب السباحة. 

 

 غزو أنفسنا يا سلمى أشد وطأة من أي حرب

 

اننا نبدو لا مبالين يا سلمى

لكن، في الحقيقة، اننا عكس ذلك

اننا نفكر في كل شيء وباستطاعتنا بناء جبل من الأوهام

ايخلق الله الجبال كما هي ليتمكن الإنسان من بناء جبال أخرى؟

 

سألتك حينها؛

ماذا يجري بالأحياء الصغيرة يا سلمى؟

لم أتلقى جواباً منك، وغادرتُ حارتنا الصغيرة

عشت في مباني عديدة دون اَي سؤال

لا أعرف من يقطن تحتي ولا من يقطن فوقي

 

عادت سلمى البارحة مبكرًا من عملها

فجلست بجانبها اسمع ماذا تفكر،

بدت سلمى غريبة، هادئة.

حدثتني عن طالب ضرير التقت به في معرض تصوير، قال لها: "كان من المضحك ان أقوم بعملية التصوير دون ان أرى. حقيقةً، لا يهمني إن صورت حائطاً او عاموداً.."

توقفت عند إمكانيتي التصوير هاتين

وقلت في نفسي انه صور ما يخاف منه كضرير،

الدخول بعرض حائط او الارتطام بالأعمدة المخيفة.




لن تحدثني سلمى يوماً عن علاقتها بالماء،

لا اذكر انني سألتها إن كانت تحب السباحة.

كانت برك المياه دوماً محطاً للهروب الداخلي

فأنا التي تعب نظري من الحياة

ابدأ بالحديث مع معلمة السباحه

لتقول لي استبدلي نظاراتك الطبية بأخرى بلاستيكية،

انت لست بحاجه لرؤية البعيد.

قومي بفتح عينيك داخل المسبح،

هكذا تبصرين الطريق.

فجعت من إمكانية رؤية ماذا يحصل داخل المسبح

والخط الأحمر ألذي يوحي إلى عبوري منطقة العمق،

هكذا شعرت انني اريد التقدم.

تحت المياه هواة

تحت المياه مياه

لا أسطورة في الغوص سوى الثبات

 

غزو أنفسنا يا سلمى اشد وطأة من أي حرب

الهجرة التي تنشأ داخلنا نحن من رسم حدودها

ولا فرق بين مجرى النفس ومجرى الحزن القاطن منذ سنين