بيوت متخيّلة

في عصر الضغوط الجيوسياسية، المشاعر القومية المحتدّة، الصراعات الاثنية والهجرة القسرية، قام كريستوس بريديس بزيارة بينالي الفنون المعاصرة في سلونيكي وعاد بعدة مدارك حول البحث عن بيت جديد

Advertisement

سلونيكي الواقعة شمال أثينا هي ثاني أكبر مدن هذه الدولة. يفوق عدد سكانها المليون نسمة ولديها ميناء كبير وتاريخ يمتد الى ما يربو على 2500 سنة. أسس المدينة كساندروس الذي كان متزوجا من شقيقة الإسكندر الأكبر، ثسلونيكي، وحملت اسمها. كانت سلونيكي منذ العصور القديمة مفترق تجارة، تنقلات سكانية وتوطّن، وكذلك مكانا استراتيجيا عالي الأهمية. فموقعها عند نقطة التقاء طرق مركزية تربط الشرق والغرب بين البحر الأسود والأدرياتيكي، والشمال والجنوب بين بحر إيجة والبحر المتوسط وشرق أوروبا، عزّز هذه الأهمية. يمكن الافتراض أنه في عصر الضغوط الجيوسياسية، المشاعر القومية المحتدّة، الصراعات القومية والهجرة القسرية من الشرق الأوسط وافريقيا، سيشكل "مفترق سلونيكي" الموقع المثالي لإقامة بينالي موضوعه المركزي وعنوانه هو: "بيوت متخيّلة".

بينالي الفنون المعاصرة في سلونيكي الذي نظمه المتحف القومي للفنون المعاصرة، ينشط منذ اطلاقه عام 2007 لتشجيع العلاقات المتبادلة بين السكان المحليين وبين نزعات وتوجهات تتفاعل في حلبة الفنون العالمية. وقد منح البينالي الفنانين اليونانيين اطارا حظوا من خلاله بانكشاف دولي وانكشفوا بأنفسهم على ما ينتج في العالم. تمت هذه السنة دعوة الفنانين المشاركين الى فحص (أو اعادة تعريف) مفهوم البيت، في ضوء المصطلحات والظروف الجديدة التي تفرضها فترتنا الراهنة.

 

5. REYSI KAMHI.jpg

ريسي كمحي , Home and Away, 2016 بلطف الفنانة
ريسي كمحي , Home and Away, 2016
بلطف الفنانة

4. NORAYR KASPER.jpg

نوراير كسبر, Steel Life  رقم 41, 2015
نوراير كسبر, Steel Life رقم 41, 2015
© نوراير كسبر

 

يتخيّل المحور الثيمي للبينالي مباني أساسية، مثل "هستيا" (موقد) و "بيت" على انها تتطرق الى مفاهيم تتجاوز"الإقامة" (residence)، وتشمل أيضًا أفكارا عن المجتمع والوطن. يقع في الأساس مفهوم "البيت" بمختلف تعريفاته كمكان محمي يشعر فيه الانسان بالأمان والقبول، حيث مدّ جذوره فيه وخلق شبكة علاقات اجتماعية وعائلية. نحن نعيش اليوم في فترة لم يعد بالإمكان فيها إدراك هذه المفاهيم بشكل مفهوم ضمنا، وعلاوة على ذلك، فهي تقع ربما في فضاءات الخيال والرغبة فقط. إن من يضطرون للترحال – موجات الهجرة القوية التي تتكسر على شواطئ أوروبا، وتصل أحيانا لتستقر في اليونان – هم الذين فكر بهم الفنانون حين وضعوا مشاريعهم للبينالي.

وما الذي أراده قيّمو البينالي؟ الجواب بسيط وواضح. فيما يتجاوز الهويات الجديدة، شعور القربى، سيرورات الانخراط والقبول، إرادة التعايش والتفاهم المتبادل، على الرغم من فوارق الثقافة، الدين، الجندر والمجتمع، وعلى الرغم من الاقتلاع وفقدان البيت، فقد أرادوا السؤال عما يمكن أن يعتبر "بيتا"؟ هل "البيت" هو الذي ضاع للأبد في البلاد الأصلية، حزمة من الذكريات، التوق اليوتوبي الى مستقبل آمن، أم الحنين السيكولوجي والعاطفي للبيت؟ البيت الجديد ليس مكانا للسكن فيه فقط (وحدة معمارية) وإنما بيئة ومحيط، أو مجتمع، حيث يشعر الإنسان آمنًا وراسخا في الأرض.

لقد كان البحث عن "البيت" مهما على الدوام، ولكنه متميز على نحو خاص اليوم، حيث لم يعد في السنوات الأخيرة الكثير مما يبعث على الشعور بالأمان. فالمجتمع على الغالب هو شيء متخيّل بشكل جماعي وينشأ في إدراك الناس، حين تقوم شكوكهم وقلقهم بخصوص "النظام"، الذي لا يعمل بنجاح عادة، ببعث الحياة في السيرورة. تتحدى مثل هذه التخيلات المؤسسة والممارسات المعمول بها، لتتنبأ بصعود ممارسات وأنظمة جديدة. أما المبادرات والسيناريوهات السياسية المتخيلة فإنها توفر سياقا للفنانين كي يرووا قصصهم الصغرى والكبرى. هكذا يضيء إنتاجهم التأويلات المختلفة للمسألة: بعضهم سيتخيل أشكالا جديدة للسكن المنظم؛ آخرون سيعرضون أشكالا مختلفة للتفاعل الاجتماعي المتبادل؛ وهناك من سيقدمون تعريفات للحراك السياسي ونشاطات التضامن. يكشف هذا الفسيفساء المؤلف من أعمال خلاّقة، التناقض الداخلي الذي يمكن لكل "بيت"، وما يجعله بيتًا، أن ينتجه من شروط إقصاء وتهميش، في الوقت نفسه، لأعضاء معينين في المجتمع.

لقد كان هذا هو التفكير العام الذي عرضته على الفنانين المشاركين، القيمة الرئيسية للبينالي، سيراغو تسيارا (Tsiara), والطاقم الذي قادته. وكانت المواقع الرئيسية الأربعة التي استضافت الحدث لافتة وأحيانا مثيرة للانطباع وفعّالة في حمل الرسالة القائلة: إن الفن المعاصر يعكس التحديات السياسية لعالمنا اليوم.

 

13. HALIL ALTINDERE.jpg

خليل  التنديري , Wonderland, 2013
خليل التنديري , Wonderland, 2013
بلطف الفنان وغاليري PİLOT في استنبول

 

كانت أولى محطاتي مركز الفنون المعاصرة، الواقع في الميناء. 25 فنانًا شابا (بهذه الدرجة أو تلك) من عدة دول مثل اليونان، الولايات المتحدة، تركيا، روسيا واسرائيل، عرضوا تشكيلة أعمال ذات مضمون سياسي، اشتملت على الفيديو، التصوير، الانشاء، المباني ثلاثية الأبعاد والرسومات التقليدية. تميز العملان اللذان أنتجهما خليل التنديري بتمثيله موضوع البينالي، حيث اختبرا شيفرات سياسية، اجتماعية وثقافية. فالفنان يسلط الضوء على صور التهميش ومقاومة المنظومات القمعية من خلال تمحوره في أحداث تنخرط فيها ثقافات هامش، جندر وحالات استثنائية في الحياة اليومية. في عمله بعنوان (Homeland) يدمج ما بين الخيال (fiction) الوثائقي والفني. الفيديو الذي تم تصويره في ألمانيا، يتناول مواضيع مثل الهجرة القسرية، العنف في حياة الرحّل وعلى أجسادهم، وتعاطيهم مع القمع الممارس من السلطة. صوت مغني الراب السوري محمد أبو حجر (Abu Hajar)يرافق المُشاهد على طول سكة تحت أرضية لقطار يصل استنبول بموقع تمبلهوف في برلين – المطار السابق الذي جرى تحويله الى مخيم للاجئين.

مارينا نبروشكينا (Naprushkina), التي أسست الاطار السياسي "مكتب مناهضة البروباغندا " (The Office for Anti-Propaganda), عرضت عمل كولاج بعنوان لياقة بدنية بيتية (Home Aerobic) حيث تخلق مواجهة بين صور نساء يمارسن تمارين رياضية مع صور نساء التقطت خلال "الاحتجاج الصامت" في بيلاروسيا عام 2011. خلال ذلك الاحتجاج اعتقلت ميليشيا السلطة 2000 شخص، منهم أعضاء في المعارضة، وهاجمت عشوائيًا كثيرين آخرين من الجمهور، بمن فيهم أشخاص كانوا في طريقهم لبيوتهم ليس أكثر.

 

3. MARINA NAPRUSKINA.2.JPG

مارينا نبروشكينا "لياقة بدنية بيتية", 2012, منظر تنصيب
مارينا نبروشكينا "لياقة بدنية بيتية", 2012, منظر تنصيب
بلطف الفنانة

أنتِج هذا العمل في اطار منحة إقامة لفناني البينالي السادس للفن المعاصر في سلونيكي، بدعم معهد غوته، سلونيكي.

 

تبرز في عمل ديونيسيس كريستوفيلوغيانيس (Christofilogiannis) عناصر معمارية وأشكال هندسية. مقولاته عن انعدام النظام الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي الراهن اليوم تتجلى في سلسلة أعمال كولاج مصورة، تحت عنوان "مثلما في البيت"" ("Feels like home") فهي تربط ما بين أكثر المواقع شهرة في اليونان، أثينا وسلونيكي، بصور خلاصية لمدن مدمرة وخاوية في سوريا. يضع هذا العمل المشاهد في الوضعية غير المريحة التي يضطر فيها الى التعاطي مع أنه في عصرنا غير العقلاني، ليس هناك من بمقدوره ضمان أنه لن يتدهور بنفسه نحو أشكال جديدة من العنف. ليس هناك شخص آمن.

في عمل الفيديو ومضة في ظلام (Glow in the Dark) يختبر الفنان اليوناني ستيفانوس تسيفوبولوس (Tsivopoulos) من مسافة قريبة حياة وإنتاج راكيم (Rakeem)فنان الدراغ الافريقي-الأمريكي ابن الـ 5 عاما. راكيم يُعرض هنا كشخصية بارزة تتملص من التعريفات ولكنه يتضح في نهاية المطاف كإله مقاومة.

 

11. Dionisis Christofilogiannis Feels-like-home.jpg

ديونيسيس كريستوفيلوغيانيس‎ ‎, مثلما في البيت, 2017
ديونيسيس كريستوفيلوغيانيس‎ ‎, مثلما في البيت, 2017
تصوير، كولاج

بلطف الفنان

11. Dionisis ChristofilogiannisFeels-like-home 2.jpg

ديونيسيس كريستوفيلوغيانيس‎ ‎, مثلما في البيت, 2017
ديونيسيس كريستوفيلوغيانيس‎ ‎, مثلما في البيت, 2017
تصوير، كولاج

بلطف الفنان

10. Stefanos Tsivopoulous Glow-In-The-Dark.jpg

ستيفانوس تسيفوبولوس، ومضة في ظلام، 2016
ستيفانوس تسيفوبولوس، ومضة في ظلام، 2016
بلطف الفنان

تأليف، إخراج وإنتاج ستيفانوس تسيفوبولوس
بدعوة من مركز أوناسيس الثقافي، نيويورك

 

على بعد كيلومترات قليلة، في الحي العمالي ستافروبولي (Stavroupoli)هناك متحف سلونيكي للفنون المعاصرة (State Museum of Contemporary Art) الذي يقع داخل حرم دير الكاثوليك اللزاري (Moni Lazariston), ويشكل مقرا لمجموعة الطلائعيين الروس المعروفة كوستاكيس (Costakis) من مطلع القرن العشرين. بفضل التزام المتحف الممتد على سنين طويلة للفن الروسي، فهو يعرض فنانين روس غير معروفين لمتاحف أخرى. الجميع يستقون الإلهام من "البيت" كمفهوم وكرمز ويروون حكاية تغيير بدأت على امتداد السنوات العشرين الأخيرة. لقد اكتشفتُ في هذا المعرض كنوزا من الفن الروسي، وكلها تدور حول فكرة البيت. وتتراوح الأعمال بين أوصاف رومانسية تعكس حنينا لطمأنينة عائلية ومراكمة شاعرية لذكريات طفولة، وبين سكن مشترك، ملجأ يبرز بتصميمه الحديث وغير المعروف بقصديّة، أو ناطحة سحاب على الطراز البنيوي. أعمال ليوفوف بوبوفا (Popova) الفتيّة، مثلها مثل أعمال أل لسيتسكي (Lissitzky), كزيمير ماليفيتش (Malevitch), أل كسندر دريفين (Drevin), إيفان كليون (Klioun), ميخائيل لاريونوف (Larionov) وغيرها، تتناول على وجه الخصوص التطور الفكري لـ"البيت" و "المألوف" في الفن الطلائعي الروسي، وهي معروضة على الملأ من خلال تسعين عملا من مجموعة كوستاكيس.

يكرّم المعرض أيضًا الفنانة النسوية الكبيرة آنا ميندييتا (Mendieta), التي توفيت في عمر 37 عامًا. في عمل الفيديو (Grass Breathing (1974) ,Moffitt Building Piece (1973), Silueta Sangrienta (1975), Untitled: Silueta Series (1979, تقوم بدراسة تاريخ، ذاكرة، وفكرة الانتقال الى بيت آخر أو بلاد أخرى، وكذلك صدمات شخصية وجماعية إثر الانتقال القسري الى بيئة جديدة تماما. الأعمال تشتمل على شذرات من تجاربها – فقد اضطرت في جيل مبكر جدا للانتقال من وطنها كوبا الى الولايات المتحدة.

الفنان اليوناني ديمتريس تتاريس (Tataris) يعرض عمل السيرك البيتي (من يهمه أمرك؟) 2017-2010 صندوق خشبي (كالذي يستخدم عادة لتخزين أغراض هشّة) يمثل بيتا مصغرًا ويحتوي أيضًا أجزاء لمبنى، تخطيطات وصورا رقمية تتألف معا ضمن انشاءات معقدة. وجه الصندوق مزين بأختام لبورتريهات ساخرة لسياسيين كبار معاصرين (يمكن رؤيتها بمساعدة عدسة مكبرة). هناك أصوات مطر وموج تشوّش الهدوء وتقدم خلفية صوتية للصور التي يتم بثها على الصندوق. وهناك فيلم وثائقي مكمّل يظهر أشخاصا يستخدمون كاميرات الهواتف الخليوية بحثا عن "البيت" في منطقة حضارية ما من العالم.

1. Dimitris Tataris DomesticCircus.jpg

ديمتريس تتاريس، سيرك بيتي (من يهمه أمرك؟) 2017-2010
ديمتريس تتاريس، سيرك بيتي (من يهمه أمرك؟) 2017-2010
بلطف غاليريهات كلفايان، أثينا-سلونيكي

 

أوريت أشاري، المولودة في القدس والمقيمة في لندن، هي فنانة بصرية متعددة المجالات تعمل في مجالات الخيال البيو-سياسي، المادية الجندرية والمجتمعات المحتملة. في عملها Revisiting Genesis  تتوجه الى الانترنت كما لو أنه كينونة جديدة ومبهمة، تخلق هويات وفي داخلها شقيقتان، كلاهما تحملان الاسم جاكي، وهما تساعدان معالَجين في حالة احتضار على تحضير أرشيف لسيرهم الذاتية، ليشكل موروثهم الرقمي في المستقبل. الفنانة تفحص في الفيلم الإسقاطات الفلسفية، الاجتماعية-السياسية والعاطفية على السيرورات المرتبطة بالموت والفقد، وكذلك بالصداقة والذاكرة كهوية.

 

6. OREET ASHERY.jpg

أوريت أشاري , Revisiting Genesis, 2016
أوريت أشاري , Revisiting Genesis, 2016
بلطف الفنانة

بدعوة من غاليري ستانلي بيكر وبدعم صندوق ويلكام، مجلس فنون انجلترا، سينما تاينسايد، fig-2 ICA ومعهد غولدسميث

6. OREET ASHERY2.jpg

أوريت أشاري , Revisiting Genesis, 2016
أوريت أشاري , Revisiting Genesis, 2016
بلطف الفنانة

بدعوة من غاليري ستانلي بيكر وبدعم صندوق ويلكام، مجلس فنون انجلترا، سينما تاينسايد، fig-2 ICA ومعهد غولدسميث

 

كانت الزيارة الثالثة للمتحف المقدوني للفنون المعاصرة، الموقع المتحفي الأقدم لسلونيكي في سياق الفن المعاصر. يقع المتحف في الفضاء الواسع لمعرض سلونيكي الدولي، ومن هنا قدرته على استضافة الأعمال ذات الأحجام الكبيرة في البينالي. أحد أول الأعمال التي يراها الزائر هو الانشاء اللافت لفوتيني كريوتاكي (Kariotaki) : سبع أرجوحات، الذي يذكر بثريّات معلقة بصورة أزهار لوتوس على النمط الصيني، مضاءة بألوان مختلفة. المبنى المصنوع من أقمشة ملونة يخلق جوًا من الأحلام.

 

12. Fotini Kariotaki 1.jpg

فوتيني كريوتاكي, الأرجوحة، 2017, منظر تنصيب
فوتيني كريوتاكي, الأرجوحة، 2017, منظر تنصيب
بلطف الفنانة وبدعم سخي من يورغ فوتشاك

 

في سلسلة الرسومات الباذخة لأورلي مايبرغ، "بحر الجليل"، ميدان الأحداث هو البحيرة، التي تعتبر رمز الهشاشة القومية الاسرائيلية. مشهد المسبح الشعبي يحوّل مسابقة هادئة الى صورة للهزيمة، الملاحقة، الهرب والمنفى، وكذلك البحث عن ملاذ آمن (مع ذرة من الأمل). مجموعة رجال ونساء يستحمون في مياه البحيرة، وهنا تبدأ المجموعة بالتحرك كجسد واحد بحثا عن اليابسة. التعاطي المباشر مع طوافة  الميدوزا لدى جيريكو  (Gericault)هو بلاغ واضح  بأن المكان الآمن يمكن أن يتواجد في اللوحة فقط. الرسومات تقدم وصفا بصريا قويا للكفاح في العالم الحديث. 

7. ORLY MAIBERG.jpg

اورلي مايبرغ، بحر الجليل ، 2012
اورلي مايبرغ، بحر الجليل ، 2012
بلطف الفنانة وغاليري نوغا للفن المعاصر، تل أبيب،

بدعم من وزارة الخارجية وسفارة اسرائيل في اليونان.

 

العمل بعنوان سطح لباولو اينكرناتو(Incarnato)  مبني من حجارة قرميد على النمط البيزنطي وهو يمثل "البيت" بأكثر أشكاله المتجاوزة للزمن: حجار القرميد مصفوفة في دائرة تظهر كما أن الزمن لم يمسها. عمل رفائيلا كريسبينو (Crispino) متأثر من أسلوب الـ- Toile de Joury الذي يعود الى ايرلندا أواسط القرن الـ19، والذي تأثر هو نفسه من تقنيات الطباعة في الهند ومن استيراد أقمشة القطن من آسيا (التي كانت شائعة جدا حينذاك في فرنسا). كانت نماذج الطبيعة في العادة غرائبية، مناظر ريفية أو مواضيع تاريخية. واختارت الفنانة مشهدا خلابًا نمطيًا، وقامت بتغييره بواسطة تلوين بشرة عمال الفلاحة بألوان غامقة، في تطرق مباشر للاستعمار.

 

 

8. PAOLO INCARNATO.jpg

باولو اينكرناتو، سطح, 2016
باولو اينكرناتو، سطح, 2016
عمل إنشاء مع قرميد بيزنطي

بلطف الفنان

9. RAFFAELLA CRISPINO.jpg

رفائيلا كريسبينو، بدون عنوان، (Joury) (تفصيل), 2015
رفائيلا كريسبينو، بدون عنوان، (Joury) (تفصيل), 2015
بلطف الفنانة و 1/9 unosunove arte contemporanea, روما

تصوير: ألكساندرا بيرتلز
بدعم سخي من المعهد الثقافي الايطالي - أثينا

 

تعرض عينات عمير في الموقع نفسه Coming Soon Near You,  وهو عمل مرتبط مكانيًا حيث تتم دعوة سكان محليين الى احضار أكثر الأفلام التي يحبونها على شريط فيديو ومشاهدتها على شاشة البلازما. الصالون البيتي – جزيرة منفردة في فضاء العرض – يشبه نفسه بمعب أبيض. الصالون مبني من أغراض بالية تم شراؤها من دكاكين اغراض مستعملة محلية. الفكرة خلف الاتنشاء المألوف هو جعل التافه نصبًا للجمالية البيتية واقتراح "ذائقة من أيام مضت" حيث تقطن ذكريات وأفكار عتيقة حول "البيت".

 

2. EINAT AMIR.jpg

عينات عمير , Coming Soon Near you, 2011
عينات عمير , Coming Soon Near you, 2011
بلطف الفنانة وغاليري Aspect Ratio, شيكاغو

 

بينالي كنكالي (Canakkale) هو مبادرة لأهداف عير ربحية في هذه البلدة الواقعة جنوب تركيا. أنشأ البينالي أشخاص من خلفيات متنوعة أرادوا إقامة اطار لفنانين معاصرين ولنشاطات ثقافية. قبل سنة وبعد فترة من الأزمات ألغي الكبينين (CABININ) الخامس – وهو الاسم التركي الرسمي – بعد مغادرة المدير الفني والقيّم المشارك بيرل مادرا (Madra). وقد اختار بينالي سلونيكي عد أعمال من كنكالي وشملها في معرضه. لقد تنظم الكبينين حول موضوع مشابه "وطن"، وهو ما أتاح دمج الأعمال وعرضها.

نشاطات البينالي جرت أيضًا في مواقع أخرى في سلونيكي. وكانت محاذية للنشاطات المركزية مما أثرى الحياة الثقافية للمدينة ومنحت لسكان والزوار عيّنات تمثيلية جدا لمشاريع الفنانين المعاصرين.

 

بينالي سلونيكي السادس اختتم بتريخ 14 كانون الثاني 2018.