صور ذاكرة 5#

رسمت ابنتها المنظر العالق من شباك البيت الذي في الأصل ليس بيتها

 

هذه المرة، افتح صندوق رسائلي الإلكتروني
فأجد رسالة من سلمى!
توترت قليلا، لا لشيء،
سوى لأنني انني اعتدت انا كتابة الرسائل لها.

الرسالة بدت ملوّنة
جميلة كوجنتي سلمى
غريبة كمسار حياتنا
كتبتْ لي عن الأطفال وزادت الأمر تعقيدا.

اعتدتُ يا سلمى الكتابة عن الحرب
عن الوحدة والضجر من نفسي
عن علاقتي بنظاراتي الطبية
عن امي وحلمها الشائك في مخيلتها بركوب القطار





كتبتْ لي بأن ابنتها بدأت تخط أولى الحروف بجميع اللغات
وأنها لا تأبه بما إن كتبت لغتنا العربية آو سواها.
استفزني هذا قليلا، ولكنها تابعت
بأن ابنتها رسمت المنظر العالق من شباك البيت
الذي في الأصل ليس بيتها
انه بيت لجميع النساء اللواتي بلا بيت.

مطل حيفا الجميل بألوان سلمى كان مختلفًا
لا أزرق ولا أخضر
ألوان الطيف اختفت من ورقة طفلة لم تخطُ سنوات الربيع من عمرها بعد.
رأيت رسمة سيريالية بعض الشيء

ابتسمت ولكن بخوف
ثمة بقع حمراء في رسمة سلمى
البقع الحمراء ذاتها التي بدأتُ أراها بعينيّ
فما كان مني إلا الرد على ما خدشني،
عدتُ لنفسي
وتمتمت قائلة:
الأحمر يزعجني
الأحمر لم يزعجني يوما من الأيام
الأحمر لم أبالِ به حتى
الأحمر تجاهلته كثيرا
ولكنني أراه الآن بأم عيني!
وبحيرة في نفسي قلت لكي لا نخجل سوية،
أيعقل أن "تلطخ" حيفا الجميلة بألوان الطوش الحمراء يا سلمى؟!